الجمعة، 21 يناير 2011

لماذا يستغبينا التلفزيون الأردني ؟


منذ سنوات عديدة ننتظر أن يتطور التلفزيون الأردني من ناحية الشكل والمضمون وأن يجاري التقدم الكبير في التكنولوجيا واستقبال المعلومات وكذلك بما يجاري القنوات الفضائية العالمية والعربية وحتى المحلية , تمنينا أن يغير من طريقة عرضة للأخبار حسب أهميتها وأولويتها وعرضه لمختلف الآراء والتحليلات , ولكن يبدوا انه لا رغبة له بذلك التغيير وحتى موعد النشرة الرئيسية في الساعة الثامنة  لم يتغير منذ 30 عاما .
التلفزيون الأردني يفترض الغباء في جميع مشاهديه لأنة يفترض أن الأذكياء يتابعون قنوات أخرى .. لذلك فلا بأس من بقاء الأوضاع كما هي علية ... ولكن حين تقرر مشاهدة التلفزيون الأردني من باب دعم المنتج المحلي أو من باب العلم بحدوث تغيير أم لا , فانك تتفاجأ أولا بعدم التغيير ثانيا بطريقة إستغباء التلفزيون للمشاهد.
بينما اجلس الساعة الثامنة لأتابع الأخبار وانتظر أولا أن اسمع عن الأحداث الكبيرة , فهناك حروب طاحنة تدور في مكان ما في العالم , وهناك سياسات كبرى يتم الاتفاق عليها  وهناك أحداث مهمة  في تونس وفي لبنان والجزائر , وهناك كوارث طبيعية في استراليا والأرجنتين  وحتى هناك أخبار داخلية مهمة , ولكن النشرة تبدأ من تقرير لمنظمة ما تقول ( أن الأردن من أكثر الدول تشجيعا للاستثمار) .. ولكن هذا التشجيع لا يجدي نفعا فاقتصادنا في تراجع واسهم الشركات في تدهور مستمر , ثم خبر عن زيارة وزير ما لأحد أسواق المؤسسة المدنية للاطمئنان على تواجد المواد الرئيسية , ويظهر في الصورة أن الوزير يمسك بيده بدجاجة سمينة مجمدة .." لا يظهر عليها تاريخ انتهاء صلاحيتها “, ثم الخبر الثالث عن مؤتمر شبابي حول العمل التطوعي.. حيث يظهر احد الشباب يقوم بزراعة الأشجار  وتظهر إحدى  الفتيات تقوم بطراشة اطاريف الشارع وهي ترتدي بنطلون جينز وقميص ابيض قصير يكشف لغاية صرتها .. ثم يلتقي المذيع مع مجموعة منهم ويبدو انهم جميعا قد درسوا على شيخ واحد حيث أنهم يرددوا نفس الكلمات , ثم خبرا عن وزير العمل يتناقش مع الفعاليات العمالية حول الحد الأدنى من الأجور .. ويظهر في الصورة أنهم يتحلقوا حول موائد تحوي أنواع مختلفة من العصائر والبيتي فور وفايف .. ثم نتحول إلى النشرة الجوية التي تقول أن الجو غدا قد يكون غائم جزئي إلى مشمس والرياح غربية  شرقية.. وبالتالي لم نفهم ما هي الحالة المحتملة للجو, وفي نهاية النشرة يمروا مرور الكرام على زلزال أصاب الهند وسبب 100,000 قتيل وفيضانات في اندونيسيا شردت الملايين .
ولا ننسى الشريط الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة ... لمدة 14 يوم يظهر خبر تخفيض أسعار الرز 10% والسكر 5% ... ألا يكفي ظهوره ل 24 ساعة لإعطاء الغرض المطلوب .. أم أن ظهوره لهذه الفترة سيسهل للناس تناول المناسف بشكل يومي وشرب الشاي سكر زيادة  ,  وشريط أخر ..  الحكومة تقول: لا زيادة للضرائب هذا العام... وهذا الشريط يظهر منذ عام 2009.
وهناك الدعايات التي تتخلل الأخبار .. نفس الدعاية منذ 15 سنة عن حبوب منع الحمل وضرورة استشارة الطبيب قبل تناولها .. ودعاية تُظهر احد المواطنين يحيا حياة سعيدة مطمئنة ويحظى بكامل احتياجاته ومتطلباته نتيجة لاشتراكه بالضمان الاجتماعي .. وحتى الحوارات التي تجرى في الأخبار.. تجري بشكل جامد ومتكرر وتشعر أن المذيع مجبر على هذه الأسئلة المعهودة  بينما الضيف يقوم بإبراز امكانياتة وثقافته ومصطلحاتة لعلة يحظى برضي المسئولين و بمنصب أعلى .
 ثم إن هناك تغييبا لبعض الأخبار المحلية آو تأخيرا لها مما يعطي المجال لمحطات أخرى لتغطية الموضوع وأحيانا تشويهه , ألا يدرك المسئولين عن التلفزيون أن المواطن العادي وبواسطة هاتف خلوي بكاميرا  سعره 10 دنانير يستطيع تصوير أي حدث وبواسطة الانترنت ينتقل لمحطات فضائية تظهره على انه من مصادر موثوقة , لماذا لا يقوم التلفزيون الأردني بنقل أي خبر في ساعته وحسب ما حدث لقطع الفرصة على محطات آو جهات أخرى لنقل الخبر بصورة أخرى .
لماذا لا يتطور التلفزيون ونحن نصدر الكفاءات الإعلامية للدول الأخرى, ولدينا الإمكانيات الفنية والهندسية والمالية, لماذا لا يجاري التلفزيون حاجة المواطن وبحثه عن الحقيقة والسرعة في نقل الأخبار.. لماذا لا يزودنا التلفزيون بمعلومات كافية عن الأحداث المهمة بشكل علمي دقيق , لماذا نضيع معظم وقت النشرة لتقارير محلية مملة معظمها لقاءات منتقاه بعناية بما يناسب الموقف .
ألا تقدر خبرة التلفزيون الأردني خلال 50 سنة على مجاراة محطات عمرها عدة شهور , ومذيع أمضى 30 عام في نشرة الأخبار لا يستطيع المحاورة كمذيع في العشرينات من العمر , الم يقتنعوا بعد أن الناس تسمع من مصادر مختلفة وان الناس تفكر ولديهم نسبة من الذكاء , أم أنهم مجبورين على سماع قصصكم المملة .
J_ama_l@live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق