قناة الجزيرة الفضائية مشهورة لانتشارها الواسع , وإمكانياتها الكبيرة , وشبكة مراسلين تغطي أرجاء المعمورة , وتنقل لك الخبر بالصوت والصورة لحظة وقوعه , وتحاور كل الأطراف وتعطي المجال لإبداء الرأي , وهي متنوعة في برامجها وتحليلاتها , تشبع فضول المهتمين والمتابعين للأحداث , بحيث تنقل له الوقائع والآراء والتحليلات وتقدم له نبذة تاريخية عن الحدث ومعلومات كاملة عن شخوصه وأحداثه مع تسلسل زمني ومنطقي .
ولكن الجزيرة ليست بريئة .... فمن يتابعها يشعر بوجود روح خفية تحرك الأمور والاتجاهات , فهم من جهة يحاورون كل الأطراف ولكنهم بطريقة اختيارهم للأسئلة وطريقة طرحها وتلميحاتهم أثناء الحوار .. توضح أنهم يسحبون ذلك الشخص باتجاه معين ! فمثلا يقولون لأحدهم أن معظم التقارير الصحفية تؤكد أن الرأي العام في ذلك البلد هو ... ! ولكن ما هذه التقارير الصحفية ؟.. نحن وذلك الشخص المعني لم نسمع بها ! .... أن تلك التقارير هي تقارير مراسليهم آو أنها غير موجودة أصلا !
أن طريقة حوار مقدمي البرامج هي طريقة ذكية وجريئة ولكنها تحاول الدفع باتجاه معين وتحاول الحصول على الإجابات المطلوبة وغير الحقيقية ... كما أنهم في العادة يحبون تهويل الأمور والمبالغة فيها فيعرضون صورة لإطار سيارة يشتعل على انه فوضى وانفلات امني ... كما أنهم يكرروا مرارا وتكرارا تلك الأخبار والمقابلات التي تكون على هواهم.. بينما يمروا مرور الكرام على الأنباء التي لا توافقهم ... وهم ينطبق عليهم المثل الشعبي " بده جنازة يشبع فيها لطم " حيث تشعر بأنهم يحبون الأخبار التي تحوي مصائب كبيرة آو أحداث عنف آو كوارث , وأنهم يستمتعوا بذكر الأرقام الكبيرة للخسائر البشرية والمادية .
أن قناة الجزيرة بإمكانياتها وشهرتها .. لو أنها تأخذ الأمور بحيادية " الرأي والرأي الآخر " كما يقولون .. لأصبحت من اكبر المحطات وأوثقها , ولأصبحت شعلة مضيئة في سماء الإعلام العربي والعالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق